التحول لاقتصاد المعرفة
Photo by Austin Distel on Unsplash.
السبت 6 ربيع الأخر 1437 هـ - 16 يناير 2016م - العدد 17372, صفحة رقم ( 35 )
يشهد عهد خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- عزماً قوياً على المضي في تنوع مصادر الدخل والاستثمار في بناء اقتصاد المعرفة لخلق المزيد من فرص العمل والاستمرار في دعم الازدهار والإصلاح الاقتصادي، هذا العزم يواكب التحول الاقتصادي الذي يعيشه العالم في الاستثمار في التقنية وبناء شبكات اتصال لتنقل الحركة الاقتصادية من التقليدية إلى عالم المال والأعمال عبر شبكة الإنترنت. التعدين والتنقيب اليوم لم يعد حكراً على الموارد الطبيعية كالذهب وغيره من المعادن، بل التنقيب اليوم في البيانات وزراعة تطبيقات رقمية تساهم في تسويق تلك المعلومات المستخلصة من حركة البيانات حول العالم، كما أن المصانع ليست المنبع الوحيد للصناعة بل معامل البحث والتطوير سواء في الجامعات أو الشركات التي أصبحت المصدر الملهم لصناعة المستقبل.
على سبيل المثال تبلغ اليوم القيمة السوقية لشركة “فيس بوك” عملاق الشبكات الاجتماعية ما يقارب 200 مليار دولار، كما بلغ الدخل الإجمالي للشركة لعام 2014 ما يقارب 12.47 مليار دولار. هذا يعني أن 11,996 إجمالي عدد موظفي شركة “فيس بوك” المعلن استطاعوا صناعة استثمارات عبر شبكات التواصل الاجتماعية فاقت إيراداتها ميزانية دول عديدة كلبنان، قبرص، السودان، سورية، اليمن، بنغلاديش، وغيرها من الدول.
هذه ليست أول مرة يُلحظ فيها أن إيرادات الشركات العملاقة يفوق إيرادات دول كبيرة، فعلى سبيل المثال إحدى شركات التجزئة الكبرى في الولايات المتحدة الأمريكية يفوق إجمالي مبيعاتها الدخل القومي للنرويج إحدى الدول الأوروبية ذات المرتبة المتقدمة في اقتصادات العالم، لكن المختلف هذه المرة هي نوعية المنتجات والتي تعتمد كلياً على المعلوماتية، بما فيها الدخل الناتج عن الدعاية عبر الإنترنت.
إدراكاً لما سبق فقد عمدت المملكة مؤخراً وبشكل متسارع إلى تقديم تسهيلات للشركات الأجنبية لتصنيع منتجاتها داخل المملكة نقلاً للتقنية وخلقاً لمزيد من الفرص للشباب السعودي. كما دعمت قطاع المال بمدينة الملك عبدالله المالية وبناء مجتمع متطور ومبتكر متمثلاً في مشروع مجمع تقنية المعلومات والاتصالات، ويُعول على رجال الأعمال المزيد من الالتفات الجاد للاستثمار في المعلوماتية وصناعة التقنية لبناء شركات تساهم في بناء البنية الرقمية للمملكة والتكيف مع فرص الاستثمار الجديدة؛ وأخص بالذكر استنساخ تجربة وادي السيليكون بالولايات المتحدة في دعم الشركات الناشئة على شبكة الإنترنت والشركات الصغيرة ذات الحلول التقنية المبتكرة.
أستاذ هندسة البرمجيات المساعد بجامعة الملك سعود