مستقبل الإنترنت

Photo by Nathan Hobbs on Unsplash الاثنين 16 ذي القعدة 1436 هـ - 31 اغسطس 2015م - العدد 17234, صفحة رقم ( 26 ) قد يتساءل أحد منا عما سيفضي ويتطور إليه عالم الإنترنت في المستقبل وماذا سيؤثر ذلك على حياتنا. تعود بدايات فكرة الإنترنت إلى ملاحظات وأفكار كتبها تيم بيرنارز لي على ورقة ملاحظات في العام 1962 م. ومنذ تلك اللحظة تسارع تطور صفحات وشبكات الإنترنت بشكل لم يكن من المتوقع وزادت تبعاً لذلك اعتمادية المستخدمين والحكومات وقطاع الأعمال على شبكاتها. اليوم الإنترنت داعم رئيسي للاقتصاد، ففي العام الماضي زار أكثر من 117 مليون زائر للإنترنت من خلال هواتفهم المحمولة. على سبيل المثال، في الولايات المتحدة الأميركية فقط بلغت التعاملات المالية للبيع بالتجزئة وحجوزات السفر عن ما يقارب 256 مليون دولار أمريكي في العام 2011. وتبعاً لذلك أصبح الإنترنت مقياسا أساسيا لتبيان سرعة النمو الاقتصادي، وسُجل للإنترنت مساهمته من النمو الاقتصادي للهند والارجنتين بما يتراوح من 20 إلى 25 في المئة متصدرة العديد من الدول النامية. لكن يبقى السؤال في أي اتجاه ستتطور شبكات الإنترنت في المستقبل؟ لاشك أن بدايات الإنترنت كانت مكلفة والاتصال مزعج إلى حد كبير، لكن سرعان ما تطورت البنية التحتيه في كثير من الدول و قلت تبعاً لذلك التكاليف على المستخدم. يتوقع في المستقبل أن الإنترنت سيكون بالمجان أو بسعر رمزي نظراً لأن الحكومات ستدرك أن مردود إتاحة الإنترنت للجميع داعم أساسي للاقتصاد وخدمة أساسية للبنية التحتية تماماً مثل تعبيد الطرق وإنارة الشوارع وغيرها. كذلك يتوقع في المستقبل أن تزيد اتساع مدى شبكات الإنترنت إلى خارج الكرة الأرضية وتحديداً يتوقع أن تلعب محطة الفضاء الدولية دوراً أكبر في انتقال الإشارة الرقمية والإشراف على البنية التحتية للإنترنت وستتلاشى على إثر ذلك الحدود السياسية في بناء الشبكات العنكبوتية. يدرك العالم اليوم أنه وقياساً على السنوات الماضية الازدياد الهائل في التطبيقات المتصلة على الإنترنت وأن ذلك سيزيد تسارعاً في المستقبل وخصوصاً تلك التطبيقات التي تُعنى بفهم سلوك الإنسان وقراءة وضعه الصحي والزيادة من رفاهية استخدامه من خلال اتصال الأجهزة والأدوات المنزلية بالإنترنت وفاعلية التحكم بها عن بعد. سيكون للإنترنت دورا أكبر في العملية التعليمية النظامية مما سيقلل تكاليف الدراسة وإتاحة التعليم لشريحة أكبر تركت مقاعد الدراسة إما لأسباب اقتصادية أو مشاكل في البنية التحتية كالدول ذات الدخل المحدود. القطاع الصحي يعول كثيراً على التقدم التقني وسيزداد توفر أجهزة طبية ذات تكلفة منخفضة بإمكانها رصد التغييرات الحيوية في جسم الإنسان ومراقبة الطبيب لها عن بعد. في المقابل يتوقع أن سلوك الإنسان عبر شبكات الإنترنت لن يطرأ عليه ذلك التغيير الكبير مما يعني ازدياد حالات اختراق الخصوصية والجرائم المعلوماتية بما فيها التحرش وتبادل المواد المحظورة. على النقيض يتشاءم خبراء تقنيون آخرون بأن الشبكات العنكبوتية قد تُحارب بدعوى أن خلق المزيد من الشركات ذات التبادل التجاري الضخم في فضاء الإنترنت له تأثير اقتصادي سلبي خصوصاً في قطاع الأعمال والتجزئة وأن العالم الذي تحول إلى قرية صغيرة من خلال الإنترنت قد يساعد في خلق العزلة الاقتصادية للدول الأكثر فقراً والتي تعاني من بنية تحتية رديئة.