الجيل القادم من المواقع

لقد شهدت الشبكة العنكبوتية منذ انطلاقتها ثورة هائلة في مواقع الانترنت وصفحات الويب من حيث المحتوى والاستخدام. لقد رمز للجيل الأول من المواقع والذي اعتمد على عرض مواقع ذات محتوى ثابت وغير متغير بشكل سريع معتمدين على النشر من طرف واحد وأعني به صاحب الموقع. فلم تكن التقنية في هذا الجيل تسمح للزوار من إبداء آرائهم فيما ينشر على الصفحة أو المشاركة فيها أو حتى إثراء محتواها. وأطلق على مواقع هذا الجيل بأنها مواقع “للقراءة فقط”. بعد ذلك طور الباحثون ومبرمجوا المواقع جيلاً ذكياً من المواقع يتميز عن سابقه بامكانية تغيير محتوى الصفحات بشكل تفاعلي فاستطاع الزائر تدوين ملاحظاته وإثراء صفحات الانترنت بكتاباته وزادت بذلك استخدام الانترنت كبيئة تجارية مربحة. وأطلق على مواقع هذا الجيل بأنها مواقع “للقراءة والكتابة” كمصطلح متعارف عليه في مجال الحاسوب. إن صفحات الويب الحالية على الإنترنت ستشهد جيلاً جديداً منافساً من المواقع والذي سيحمل العديد من المميزات الفريدة عن نظيراتها على الشبكة العنكبوتيه. سيحمل هذا النوع من المواقع طرقاً حديثة في التواصل مع زوارها وتقديم تواصل حي وتفاعل أكبر بين المحتوى وزائر الصفحه. سيكون للوسائط الثلاثية ( الملتميديا ) النصيب الأكبر عن طريق الاستفادة من السعات العالية للشبكات والسمات الحديثة من الجرافيكس . ستحمل العديد من شفرات الصوت والفيديو التفاعلية مع المستخدم وتتيح للزائر تعديل خصائص الصفحة بما يتفاعل مع ميوله الشخصي. وأفضل ما تشبه به مواقع هذا الجيل الجديد بشاشات تلفزة تتيح لك تحديد رغبة ما تشاهد واختيار ما تشاء من برامج وطريقة عرض محتواها. لقد ركزت العديد من المواقع الطموحة لاستخدام الوسائط الرقمية في مواقع الانترنت من تهيئتها لزوارها ذوي الاحتياجات الخاصة والتي تتيح محتوى الموقع كاملاً بالصوت بدلاً من الصورة لمن فقد حاسة الإبصار وبمحتوى يمكن للمستخدم من طباعته على آلات خاصة تطبع محتوى الصفحة أو عرضها على جهاز يستطيع تمييز أحرف برايل لمساعدة المكفوفين على الاستفادة من محتوى الموقع. كما أن هذه المواقع ستوفر تسجيلاً مرئياً بلغة الاشارة لمن فقد حاسة السمع يترجم المحتوى كاملاً ويساعد في تفاعل الزائر مع الموقع. ومن الأمثلة الحالية على مواقع الجيل الثالث موقع ويكيبيديا من منظور أن الزائر شريك حقيقي في محتوى الموقع.

لقد سلط الباحثون في مجال تقنية المعلومات على جيل قادم من المواقع يعتمد على الذكاء الاصطناعي ودراسة ردة فعل الزائر عن طريق تعلم اسلوبه في استخدام الموقع. ونظراً لتعدد وسائل الاتصال بالشبكة العنكبوتية عن طريق الأجهزة المحمولة وباستخدام لغة الانسان في برمجة هذه الصفحات فقد تشعب المهتمون بتطوير مواقع الانترنت بسلك مسالك مختلفة في انشاء مفهوم شامل يعبر عن الجيل الثالث من المواقع. فلقد ركز بعض الباحثين على استخدام صفحات ثلاثية الأبعاد وايجاد بيئة محاكية للواقع أو كما يعرف بمصطلح second life . وقد يشترك العديد من المهتمين بأن مواقع الجيل الثالث ستكون مبنية على مفاهيم سيمانتك ويب semantic web والتي تعتمد على استخدام معايير موحدة لتنقل واستخدام المعلومات عبر الشبكة وايجاد بيئة موحدة تستطيع البرمجيات ذات اللغات المتعددة من الاستفادة من قواعد البيانات بسهولة وتبادل المعرفة استناداً على الرغبة في التبادل الحي للمعلومات بين تطبيقات الانترنت والمستخدمين. وفي النهاية تبقى تطلعاتنا كمستخدمين ومهتمين أن نقلة عام 1995في استخدام الجرافيكس في المواقع مروراً بعام 2007والذي شهد استخدام المواقع الاجتماعية مثل الفيس بوك وصولاً للجيل الحديث المرتقب والذي يسلط على تبادل المعلومات وتحليلها أن يرتسم بتوسع أكبر في تطبيقات المصادر المفتوحة متمنين نهضة متوازية لمواقعنا العربية محاكيةً للنقلة السريعة الق