ماذا ينقصنا اليوم تقنياً؟

Photo by Nathan Hobbs on Unsplash نشر في جريدة الرياض . الأربعاء 2 ذي الحجة 1436 هـ - 16 سبتمبر 2015م - العدد 17250, صفحة رقم ( 34 ) تتسارع الأدوات والحلول التقنية اليوم في اتجاهات مختلفة، منها ما يخدم في زيادة الرفاهية لمعيشتنا والآخر ما يساهم في زيادة مستوى التواصل الاجتماعي أو الإنتاج الصناعي. ولذلك يستقرئ الخبراء التقنيون الباحثون عن خلق الفرص الاستثمارية في القطاع التقني إلى التطوير المستمر بحثاً عن ما ينقصنا اليوم ليكون استثمار المستقبل. ينقصنا اليوم الحصول على روبوتات ذات مستوى ذكاء عال نستطيع التعويل عليها في مهام منزلية أو تجارية. وإن لاحظنا مؤخراً تسارعاً متطوراً في هذا الاتجاه، إلا أن روبوتات اليوم مازالت حبيسة المعامل البحثية التي وصلت إلى درجات حركية عالية من الحرية ما يسمح لها بالتحرك إلى الأمام والخلف وإلى اليمين واليسار إضافة إلى الأعلى والأسفل في حركة حرة في الفضاء الثلاثي الأبعاد. هذه الروبوتات يمكنها تطوير حركة النقل الجوي الذي عانى مؤخراً حوادث كارثية لعدد من شركات الطيران وتحديداً يمكنها المساهمة في مراقبة الملاحة الجوية والمناخ العام في دفة القيادة. ليس ضرورياً أن تتخذ هذه الأجهزة اجراءات تنفيذية قد يكون التعويل عليها مازال مبكراً، لكن ربما ستتفوق في المجال الرقابي والمساعدة في اتخاذ القرار. في إطار مشابه للذكاء الاصطناعي تطورت الطابعات الثلاثية الأبعاد بشكل لافت مؤخراً ما يساعد العجلة الصناعية على تصميم منتجات فائقة في الدقة وتشكيلها إلى مادة ملموسة عبر أجهزة الحاسوب. ربما أيها القارئ الكريم تستطيع، خلال عشر سنوات من الآن، صناعة مجسمات بسيطة من البلاستيك عبر طابعتك ثلاثية الأبعاد لاستبدال قطع تالفة من أجهزتك المنزلية المتعطلة. لن يكون خيالي بعيداً من أن نتمكن جميعاً من شراء المواد الخام فقط من المتاجر القريبة منا وطباعة حذاء رياضي في المنزل بعد شراء النموذج الذي نريد عبر الإنترنت. وسيحظى المجال الطبي بفرص أكبر للاستفادة من هذه التقنية وذلك لطباعة ركب اصطناعية مصمة للمريض - على سبيل المثال - وفقاً لنموذج يرسمه الحاسوب ووفقاً للأشعة المقطعية وبإشراف الطبيب. قد يتمكن الطبيب أيضاً من صناعة الدواء في عيادته وفقاً لنموذج دوائي يحصل عليه من الشركة الأم وتصنيعه في عيادته بمجرد الحصول على المواد الأساسية لذلك. مازال العالم يعول كثيراً للحصول على نقلة نوعية في التعليم المقدم اليوم في مختلف مراحله من الحصول على مواد تعليمية أكثر فاعلية واشراكاً أكبر للطلاب في تربية الابتكار والتجربة. قد يكون ما يسمى بتقنية "الواقع المصور" التي كانت عدسات جوجل أحد نماذجها الابتدائية مفاتيح مستقبلنا للحصول على بوابات معرفية تساهم في سهولة مشاركة المعلومة وعرضها على الطلاب. وفي داخل الحرم المدرسي، بإمكان الفصول الدراسية التقليدية التحول إلى شاشات ثلاثية الأبعاد مزودةً بتقنية الواقع المصور التي ستساعد الطلاب على فهم المادة الكيميائية أو الرياضية أو حتى تلقي التسلسل التاريخي وفقاً للمواد الدراسية. اليوم يعاني العالم بأكثر من 34 دولة مختلفة منه اتساع الفجوة بين الطبقات الغنية والفقيرة بين مجتمعاته وينقصنا في هذا الخصوص الحصول على تقنية متطورة تساهم بفاعلية أكثر في تطوير الأعمال التجارية وخفض التكلفة الصناعية وربما تحويل المنازل إلى بيوت منتجة تستطيع المشاركة في زيادة مستوى الإنتاج القومي للدول. في المقابل قد يكون الثمن زيادة الاعتمادية على الأجهزة الحاسوبية في الصناعة بدلاً من الأيدي العاملة ولكنني مؤمن أن القوى البشرية يتحول دورها عبر الزمن، لكن لا يمكن الاستغناء عنها إجمالاً.