الأشياء التي حولنا ستتحدث معنا

Photo by BENCE BOROS on Unsplash في المعجم، الكلام من المخاطبة، والمخاطبة التوجه بكلام يتضمن معنى، وأنت أيها القارئ الكريم ستتحدث مع أجهزة منزلك كالثلاجة والفرن المنزلي قريباً. هكذا يبدو العالم الرقمي اليوم منهمكاً في جعل الجمادات مفيدة يتحدث المرء معها بتوجه خطابٍ مفهوم إما على صيغة أمر أو على سبيل المساعدة. هذا السرد المبسط يطلق عليه اليوم إنترنت الأشياء، وهو مفهوم بدأ بالظهور بين أوساط المهتمين منذ مقال لكيفن أشتون في إحدى المجلات العلمية عام 2009. وعلى رغم أن البعض قد يعيد الفكرة إلى عام 1999 مع نجاح أول قطعة معدنية نستطيع قراءة محتواها والتي عرفت لاحقاً بتقنية آر إف أي دي إلا أن مفهوم نقل البيانات بين الجمادات وحتى الحيوانات بات أمراً ممكناً جداً. لك أنت تتخيل أن أجهزة الحاسوب وهواتفنا المحمولة كانت بالأمس القريب من تستهلك الجل الأكبر من تبادل البيانات عبر شبكة الإنترنت وسرعان ما أعقبها شاشات التلفاز الذكية التي تطمع هي أيضاً في إعطائك مزيداً من الرفاهية للاتصال ونقل البيانات وتصفحها. وغداً قد نضطر جميعاً أن نصل المطبخ وغرفة الغسيل بشكبة هي الأخرى لننبهر بتطبيقات ذكية تساعدنا في التحكم في تلك الأجهزة ومراقبة أدائها. فمثلاً ما إن تفتح تطبيق ثلاجتك على هاتفك الخاص أثناء تسوقك بالمتجر الغذائي إلا وتستطيع عبر مجسات كهربائية مزودة بها من معرفة كمية الحليب المتوفر وعدد البيض الموجود وآخر صورة ملتقطة لصندوق الخضروات. الجميع سيتحدث عبر شبكة الإنترنت العملاقة، بدءًا من المركبات إلى الإشارات الضوئية مروراً بالمحلات التجارية وحتى تصل إلى منزلك ثم تستطيع قراءة معدل منسوب المياه في الخزان المنزلي ومنها إلى إدارة الأضواء بالغرف والسخان الكهربائي إلى التكييف والأبوب. الكل يعمل وفق شبكات تكون بعضها معزولة داخلياً للحماية والبعض الآخر يمكن الوصول له عبر الإنترنت. إن دول العالم الأول اليوم تستشعر أهمية استيعاب المزيد من الأجهزة من المستوى المنزلي إلى المستوى الصناعي الضخم. ففي عام 2020 يتوقع أن يزيد عدد الأجهزة المتصلة بالإنترنت لأكثر من خمسين مليار جهاز وهذا العدد يفوق التعداد السكاني للبشر المتوقع لنفس العام بأكثر من سبعة أضعاف تعدادهم. ونحن اليوم، تجاوز تعداد الأجهزة المتصلة بالإنترنت التعداد البشري بأربعة أضعاف. ويتوقع الاقتصاديون أن ينجم عن هذا التسارع الصناعي ما يزيد على 1.9 ترليون دولار سيضاف لحجم التبادل الاقتصادي للدول المنتجة خلال الخمسة أعوام القادمة. وفي الختام إذا استشعرت بصعوبة تطبيق هذه الأفكار فما عليك أيها القارئ الكريم سوى زيارة أقرب متجر مهتم بالغريب من منتوجات التقنية ليطلعك على نفاد منصة ضوء منزلية تتحكم بها عبر هاتفك المحمول تتغير ألوانها حسب مزاجك اليومي.